السبت، 15 يناير 2011

صلاة فارس

كنت صغيراً عندما وجدت هذة الورقة المتهالكة مدفونة بجوار احدى الاشجار , لم اعرف من كتبها او متى , كما انى لم افهم وقتها ما كُتب بها , لكن شعرت بهيبه غامضة دائماً ما تساورنى عندما اقترب من شيئاً كتبه او مسكه احداً ما من سنين عديدة

والان بعد 10 اعوام وبالصدفة لمحتها فى قاع دولابى مغطاة باكوام من الورق , التقطها وابتسمت حين ذكرت ذلك اليوم , وانتابتنى قشعريرة لم افهم لها معنى

فتحت الورقة المُهلَكة برفق , واخذات اقراها ولكن هذة المرة قد فهمت ما بها , واحسست شعوراً غامضاً وكأن هذة الورقة هى رسالة لى عبر الزمن من مجهول , رسالة غيرت فى الكثير

________________________________________________________

رفقاً بقلبى ايها الالة فلتمنحنى اميرتى الجميلة تلك , ذات الرداء الابيض والوجه الملائكى الهادى . اعلم انك اعددت لى واحدة , ولكنى سئمت الانتظار.

استيقظ كل يوم على صوت العصافير نفسه , نفس ترتيب الاحداث , نفس الحياة التى ربما بدت ممتعة لبرهة , لكن التكرار اصابنى بالملل فصار للكل لوناً باهتاً.

ما يدفعنى للنهوض من سريرى كل يوم جديد هو الامل بان اليوم تغيير سيحدث , سيقع الامر الذى يغير مجرى حياتى للابد , ساقابل الشخص الذى يضفى السعادة على ايامى الباقية على الارض

لكن هذا التغيير لا يحين ابداً , وينضم كل يوم الى سابقيه حتى لا تستطيع ان تفرق بيهم الا من خلال عمرى الذى زاد يوماً . فيقل

ما تبقى لى من عمر يوماً

اخشى الا اقتنع يوماً بالنهوض من مضجعى

اخشى ان قلبى المتباطئة دقاته يتوقف عن العمل يأساً

فارجوك ان تسارع فترسل لى اميرتى الجميلة فانتشلها كفارس ويركض بنا فرسى .

---------

لا تتوقف القلوب سأماً .. ولا يموت البشر مللاً , لكن الحياة تستمر رغماً , هذا الفارس لم يقابل اميرته قط فى حياته , ومات بعد ان عاش حياة فارغة صلى فيها هذة الصلاة كل يوم ولم يُستَجاب له

___________________________________________________________

الى مش عارف يبقى مهبول : فادى فتحى